مما
لاشك فيه أن اضطرابات الوظيفة الجنسية هي من الاضطرابات الشائعة في جميع
المجتمعات. ويساهم الطب النفسي مع عدد من فروع الطب الأخرى مثل الجراحة
التناسلية وطب الأمراض النسائية وطب الأمراض الجلية والتناسلية في ميدان
الاضطرابات الجنسية.
إن
الإثارة الجنسية هى رد فعل فسيولوجي طبيعي يحتوي على آليات وميكانيزمات
فسيولوجية لا تعمل دومًا كما نتوقع منها أن تعمل، فتجد الشاب القوي المفتول
العضلات طويل القامة يتوقع من نفسه ويتوقع منه أهله أن يكون فارسَ ليلةِ
الزفاف، وبمجرد دخوله قفص الزوجية وبدايةَ ليلةٍ هنية ينكمش عضوه ويضيع
إنتصابه ويتصبب عرقًا. وتمضي ليلةٌ بعد ليلة والحالُ كما هو.
أو
الفتاةُ في ليلةِ عمرها وعند دخول غرفة النوم تتشنج أرجلُها وتجمع نفسها
على نفسها ولا تسمح لزوجها بالاقتراب منها. وتسأل ماذا حدث. تقول مش
قادرة.

المرأة
خلال النشاط الجنسي يهمها في المقام الأول العلاقة أى المحبة التي تؤدي
إلى الاستسلام للمشاعر والاحاسيس والملامسات والمداعبات الجنسية التي تؤدي
إلى نجاح العملية الجنسية وتنتهي بإرتواء الطرفين، أما الرجل فيهمه إثبات
ذاته وأنه قادر وأنه فحل ومسألة الانتصاب تعني رجولته وقوامته، وموضوع
إرواء المرأة بالنسبة له هو اللذة الأولى والأخيرة بصرف النظر عمن تكون هذه
المرأة، أما المرأة فيعنيها من يكون الرجل الذي تستسلم له ليس أى رجل بل
الرجل الحنون الطيب المتفهم الزوج صاحب الحق في هذه العلاقة.. وعلى العكس
فهناك رجال كثيرون يثارون بأى امرأة بل وأى صورة أو فكرة أو قصة.
ينسب الأطباء الضعف الجنسي وفتوره عند الزوجين أو أحدهما إلى عوامل عدة منها عِلل مرضية أو نفسية.
مرجع
العِلل المرضية في ذلك يعود إلى ضَعف الأعصاب، أو قُصور في عمل الغُدد،
وأكثر النتائج التي يمكن أن تُعزى إلى الأعصاب هي الانحطاط العصبي والعقلي،
والاختلالات الحادة في بعض الأعضاء.
والإعياء
الناشئ عن الجهد العقلي سريع الزوال في العادة، وكثيراً ما يكون بين الذين
يكون تفكيرهم منتجاً، أو بين الذين يمتهنون مهناً لا تتلاءم مع رغباتهم،
ولا تتفق مع طباعهم.
والعمل
العقلي بحد ذاته سبب ضعيف من أسباب الإعياء العصبي. في حين أن الهم والقلق
اللذين يساوران المشتغلين في المجالات العقلية والفكرية، مضافاً إليهما
إهمال العناية بالجسد، يعرض الصحة للخطر، ويسلب العافية، ويؤدي إلى
الإعياء.
إن
الرجل الذي يؤدي عمله دون هَمٍ أو قلق نادراً ما يقع ضحية الإعياء العصبي؛
أما الذي يعييه التعب بعيداً عن الهم، والقلق بعض الأحيان فإنه عند اللجوء
إلى الراحة سرعان ما يستعيد طاقته المفقودة.
والزوج
المصاب بالعجز الجنسي الذي يعود إلى سبب (فيزيولوجي)، (عضوي) من مثل مرض
في الخصيتين، أو التهاب في (البروستاتا)، يجب أن يعالج من قبل طبيب مختص في
الأمراض الجنسية، وهي معالجة صعبة ودقيقة، وإنما يتوقف نجاحها على طبيعة
المرض وشدته أو خفته.
أما
العجز الجنسي النفساني فيعود إلى اختبار ما في حياة الإنسان جعله يفقد
الثقة في قوته الجنسية، ومثل هذا العجز ليس له أساس عضوي (مرضي)، بل إن
أساسه فكرة معقدة أو ملازمة تعمل في أعماق النفس (العقل الباطن)، فالمصاب
به يخشى أن يكون ضعيفاً جنسياً، أو يتوهم أنه كذلك، ويكون هذا الشعور في
العادة شيئاً بحيث يغطى على قدرته الجنسية.
فالزوج
المصاب بذلك عليه أن يعيد نظره إلى لزوم التفكير باستعادة ما فقده من تلك
الظنون والأوهام، وأن يجعل اهتمامه التفكير بقدرته على ذلك، فهذا ما يجعله
يتماثل إلى الشفاء شيئاً فشيئاً.
وكذلك
قد يكون عجز الزوج عن القيام بـ (الجماع) مع زوجته قلة اهتمامه بزوجته، أو
من قلة اهتمامها بزوجها، فيحدث الفتور المؤدي إلى الضعف. فعلى الزوجين
إزاء هذه الحالة الطارئة أن يقوما بالعناية بعضهما ببعض، لإزالة أسباب هذه
العوارض.

هناك
عدد من الأدوية المتنوعة والتي تختلف في فعاليتها وكيفية استخدامها
والحالات التي توصف لها، مع العلم أن كل دواء صناعي له آثار سلبية ربما
مضارها تظهر بعد سنين والأفضل دائماً هو الرجوع إلى الطبيعة وما خلق الله
لنا فيها من أعشاب وفواكه وعسلً وزنجبيل وغيرها.
والدواء الأخير (فياغرا) الذي تم تصنيعه وتسويقه مؤخراً، يعتبر كشفاً علمياً هاماً ويمكن أن يساعد كثيراً من المرضى . والمعلومات الحالية عنه تفيد بأنه دواء فعال ومفيد وآثاره الجانبية قليلة عموماً . ويجب أن يوصف بإشراف الطبيب لأنه يتعارض مع بعض الأدوية القلبية وأدوية أخرى. وله جرعات محددة وهي 50 ملغ تؤخذ قبل حوالي ساعة من المناسبة الجنسية ولمرة واحدة على الأكثر في اليوم (وفي بعض الحالات تستعمل عيارات أقل أو أكثر بإشراف الطبيب).
وهو يفيد في حالات صعوبة الانتصاب الناتجة عن إصابات النخاع الشوكي والإكتئاب وارتفاع ضغط الدم والسكري وغير ذلك. وتتفاوت نسبة الاستجابة للدواء من حالة لأخرى وفقاً للتشخيص ونوعية الاضطراب.
ولا يمكن أن تصلح حبة دواء تركيبة الإنسان النفسية، أو مشكلته الزوجية، إلا في الخيال أو التفكير السحري غير الواقعي .

المراجع:
No comments:
Post a Comment