ألحّت عليّ طفلتي مرارا ومرارا لاقتناء حيوانٍ أليفٍ وكنتُ ما بين رافضةٍ رفضا تاما وما بين في بعض الأحيان راضخة رضوخ الارانب.
فأشتريت لهم مرة أرنباً ومرة أخرى سلحفاه وصدقوني أنني لست الشخص المناسب لهذه المهمة فكم أكره الحيوانات الأليفه وغير الأليفه. وطبعا جميع هذه الحيوانات كان مصيرها الموت وذهبت مع الريح ولله الحمد.
ولكن لم ينته إلحاحُ أبنتي فهي لا تكل ولاتمل. ففي يوم أخذتني أنا والعائلة الى محلٍ لبيع الحيونات الأليفة بحجة أنها تريد ان تتجول فيها وطبعا هذا كذباً وبهتاناً وماهي إلا دقائق ووجدت نفسي وزوجي وفي أحضاننا جروٌ صغيرٌ بريئ مشاكسٌ. وصدقوني حتى أولادي لم يصدقوا بماذا حل بأمهم لتشتري لهم هذا الجرو الذي اطلق عليه اسم KIPPER. وطبعا ولأننا مسلمين يعيش كلبنا خارج البيت لأنه نجس (عذرا لنعتي لك بهذه الصفه أو حتى بمنادتي لك بكلب).
أعتقد أنكم تعتقدون أنني أخوض معكم في خصوصيات حياتي فأنا لست من هذا النوع ولكن ما لفت انتباهي بهذا الكلب (عذرا) علمني كيف يكون الوفاء والاخلاص لهم معنى وهذا ما فقده بني البشر المدعوون الأدميوون. فهاهي مقارنه بينكم وبين الكلاب (عذرا) مع علمي المسبق بأن ميزان حسنات الكلاب ستفوق على ميزان كفة الانسان، فالكلب (عذرا) يحذرك بالنباح عن اقتراب غريب من بيتك، أما الانسان فيتبرع ان يدل الغريب وحتى السارق الى بيتك. الكلب (عذرا) لا ينسى من أطعمه، أما الانسان فـأول مايطعن ويعض هو اليد التي أطعمته ومدت له العون، ورحم الله أعرابنا حين قالوا (اتق شر من احسنت اليه ). الكلب (عذرا) لاينسى صاحبه حتى لو رأى من هم أكثر من صاحبه مالا وجاها وسلطانا (صاحب صاحبه)، أما الانسان فينسى أباه وأخاه وأخته وزوجته عند ما يشم رائحة المال بلا أسف او تأنيب ضمير. الكلب (عذرا) عندما يشبع لا يأكل ولو دعوته الى مأدبة تطيب بما لذ وطاب اما الانسان عندما يأكل لا يشبع وان انعم الله عليه بالمال لا يشبع بل يطمع ويطمع حتى يوضع في الرمال ويأكله دودٌ وكان الله بعون هذا الدود. الكلب (عذرا) لايعرف بأي طريقة يشكرك فتارةً يُهلل عندما تأتي أو يَلعقُك ليقول لك كم أحبك، أما الانسان فلا يعدمُ الحيلة ليَرد لك الشكرَ بالجُحودِ حتى لا يتورّع برَميِك بالشتائم والاكاذيب .
No comments:
Post a Comment