27 Feb 2012

ما أحلى الشيخوخة



لا أدري ما المتعة التي يجنيها زوجي وصديقاتي من تذكيري المستمر بأنني بدأت أشيخ وعلامات الكبر واضحة في تجاعيدي ومرسومة على جبيني. وأخص صديقة ما تنفك عندما تراني تبدأ بالتكلن عن حُقن البوتكس والفيلينغ filling وشُرب الكولاجين، ولكني لست بخجلة من كبر سني ولا من خطوط تجاعيدي فما هي إلآ خطوط حياتي مكتوبة على جبيني ولذلك وبسرعة والضحكة مرسومة على مُحياي أُجيبهم: ?so what.

هل تعلموا عندما أطفأت شمعة الواحد والخمسين من عمري شعرت بأني حرة، أستطيع أن أتكلم بكل صراحة مع زوجي، صديقاتي، حماتي، والجميع إذ لم يعُد هناك قيود.

شعرت بأني واثقة من نفسي كل الثقة. لم أعد أهتم بماذا سيقول عني الناس إن لبست فستاناً أحمر وذهبت إلى العمل. لم أعد أهتم بإرضاء كل الناس إلآ نفسي. لم أعد أريد أن يضعني أحد في إطار ويقول لي هذه أنت.

شعرت بأني مُختالة مزهوة بشَعري الفضي فهو وقار وليس عار. كم أنا ممنونة لك يا الله لأنك أعطيتني من العمر الكثير لأرى هذه الشعرات الفضيات التي تقهر قلوب الحسناوات وتلوعهن. فكم غيري مات وهو في ريعان شبابه ولم يُمتّع ناظره من الدنيا وحلاوتها.

شعرت بأني متفائلة راضية كل الرضا عن نفسي. لم يعُد يدور في دماغي كثير من الأسئلة. لم أعد أجلد نفسي وأقهرها أو أحملها ما لا تطيقه. فشيخوختي هي قوقعتي. وهي سلامي وإستقراري وأماني.

أحب كبري، أحب عمري، وأحب شيخوختي فهي عنوان إقامتي ومسقط رأسي.



No comments: