23 Mar 2010

الأسباب الحقيقية لإستقالة الموظفين

الأسباب الحقيقية لإستقالة الموظفين

شــركاتنا كغيرها في العالم أسـره تعاني من إستقالات غير متوقعة لموظفين عدة. البعض منها بلا شـك لوظيفة أعلى وهذا طبيعي وربما مقبول.

لكن ما رأيك المهندس سـامر الذي إنتقل من شـركته لوظيفة مغرية وبميزات لم يحلم بها كمدير لقسم شبكات الحاسب في مدينة جدة عروس البحر بعد أن ترعرع في مدينة المخواة في جنوب المملكة العربية السعودية. شركته الجديدة من كبرى الشركات العائلية في السعودية والتي تعتبر رائدة ومميزة في خدماتها للموظفين. مدير مواردها البشرية حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة أكسفورد ومدير سامر المباشر لديه مالا يقل عن 25 سنة خبرة عملية في أمريكا والسعودية. ومن ميزات العمل أنه متاح لسامر المشاركة في دورتين تقنيتين سنوياً وحضور معرضا دولياً في مجاله أيضاً.

أما الغريب في الموضوع هنا هو إستقالة سامر الغير متوقعة وحتى قبل أن يكمل سنته الأولى. يا ترى ما السبب ؟! بلا شك، لم يترك لوظيفة أفضل من الحلم الذي هو فيه.

لقد ترك سامر وظيفته وشركته لأنه لم يعد يتحمل مديره المتعجرف، المتكبر، الوقح، والذي لا مخافة لله عنده. لقد تعلم سامر من والدته ما تعلمته أنا أيضاً من والدتي الحكيمة: "أهن جيبك ولا تهن نفسك".

سامر ترك العز والرفاهية مقابل الحفاظ على كرامته وعزته. علماً أم سامر لا يعتبر شـاذاً عن القاعدة. هنك العديد من الدراسات ومنها ما قامت به جمعية جالوب ونشرت النتائج في كتاب عنوانه: "أولاً ، إكسر جميع القواعد: ما الغريب المختلف الذي يفعله أعظم مدراء العالم"

أظهرت مثل هذه الدراسات أنه يتوجب على الشركات تسليط الضوء على المدراء في حال إستقالة الموظفين الغير متوقعة. المدير هو من يدفع موظفيه للإستقالة وبالتالي نقل ما جمعوه من علم وأسرار عمل ليستفيد منها المنافسون.

الموظفون يهربون من مدرائهم لا من شركاتهم. ألموظف المحترم الذي يستحق الحفاظ عليه ربما يتحمل إهانة مرة، وربما يتحملها ثانية، وهنا تبدأ عملية البحث عن الشركة البديلة على حساب وقت الشركة الحالية. عندها ترى الموظف يقوم بعمل أقل ما يمكن عمله ولا يزيد على ما يطلب منه. يرفع لمديره تقارير غير وافية وتخفي معلومات كي يحرج مديره ويوقعه في مأزقع. أما إن وقعت الإهانة الثالثة فسيترك الشركة دون تردد.

كل مدير يرهق موظفيه بطريقة أو أخرى، ناسياً أو متناسياً أن الموظفين ليسو بأصول ثابتة تشترى وتباع. الموظفون هم عملاء أحرار. ويجب أن لا ننسى أن "الموهوهبين يستقيلون ومحدودي القدرات لا يبارحون أماكنهم". ولكل شركة خياراتها، والله الموفق.

1 comment:

Unknown said...

الموهوهبين يستقيلون ومحدودي القدرات لا يبارحون أماكنهم
صدقت والواقع العملي يؤكد ذلك
تحياتي